يقول تعالـى ذكره: كأن لـم يعش قوم شعيب الذين أهلكهم الله بعذابه حين أصبحوا جاثمين فـي ديارهم قبل ذلك. ولـم يغنوا، من قولهم: غنـيت بـمكان كذا: إذا أقمت به، ومنه قول النابغة:
غَنِـيَتْ بذلكَ إذْ هُمُ لـي جِيرَةٌ
مِنْها بعَطْفِ رِسالَةٍ وتَوَدُّدِ
وكما حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو صالـح، قال ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { كأنْ لَـمْ يَغْنَوْا فِـيها } قال: يقول: كأن لـم يعيشوا فـيها. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة مثله. وقوله: { ألا بُعْداً لِـمَدْيَنَ كمَا بَعِدَتْ ثُمودُ } يقول تعالـى ذكره: ألا أبعد الله مدين من رحمته بـاحلال نقمته كما بعدت ثمود، يقول: كما بعدت من قبلهم ثمود من رحمته بإنزال سخطه بهم.