قال ابن عباس { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } يقول: دينكم دين واحد، أي هذه شريعتكم التي بينت لكم ووضحت لكم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد " ، يعني أن المقصود هو عبادة الله وحده لا شريك له بشرائع متنوعة لرسله، كما قال تعالى:{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [المائدة: 48]، وقوله: { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } أي اختلفت الأمم على رسلها فمن بين مصدق لهم ومكذب، ولهذا قال: { كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } أي يوم القيامة فيجازى كل بحسب عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر، ولهذا قال: { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } أي قلبه مصدق وعمل عملاً صالحاً { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } ، كقوله:{ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } [الكهف: 30] أي لا يكفر سعيه وهو عمله، بل يشكر فلا يظلم مثقال ذرة، ولهذا قال: { وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } أي يكتب جميع عمله فلا يضيع عليه منه شيء.