{ إلاَّ مَنْ شاء الله } يعني: الشّهداء { وكلٌّ أتوه } يأتون الله سبحانه { داخرين } صاغرين. { وترى الجبال تحسبها جامدة } واقفةً مُستقرَّةً { وهي تمرُّ مرَّ السحاب } وذلك أنَّ كلَّ شيءٍ عظيمٌ، وكلَّ جمع كثيرٌ يقصر عنه الطَّرف لكثرته فهو في حسبان النَّاظر واقفٌ وهو يسير { صنع الله } أَيْ: صنع الله ذلك صنعه { الذي أتقن } أحكم { كلَّ شيء }. { من جاء بالحسنة } وهي كلمة لا إله إلاَّ الله { فله خيرٌ منها } فمنها يصل إليه الخير { ومَنْ جاء بالسيئة } الشِّرك { فَكُبَّت } أُلقيت وطُرحت { وجوههم في النار } وقيل لهم: { هل تجزون إلاَّ ما كنتم } بما كنتم { تعملون }. قل يا محمَّد: { إنما أمرت أن أعبد ربَّ هذه البلدة } يعني: مكَّة { الذي حرَّمها } جعلها حرماً آمناً { وله كلُّ شيء } مِلكاً وخلقاً. وقوله: { ومن ضلَّ فقل إنما أنا من المنذرين } أَيْ: ليس عليَّ إلاَّ البلاغ. { وقل الحمد لله سيريكم آياته } أيُّها المشركون. يعني: يوم بدر { فتعرفونها وما ربك بغافل بما تعملون }.