قوله تعالى: { إِنَّمَآ أُمِرْتُ } أي: قل يا محمد للمشركين: إنما أمرت، { أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني: مكة، { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } في موضع نصب صفة لـ " رب ". وقرأ ابن مسعود: " التي حرمها " ، فتكون في موضع جرّ صفة [للبلدة]. والمعنى: عظّم حرمتها، فلا ينفّر صيدها، ولا يختلى خلاها. { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } خَلْقاً ومُلْكاً، فهو المستحق للعبادة، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } المخلصين لله تعالى بالتوحيد. { وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ } أي: أقرأه عليكم. وقيل: المعنى: وأن أتبع القرآن وأعمل بما فيه. { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } أي: فإنما يرجع نفع اهتدائه إليه، { وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } ليس عليّ إلا البلاغ. وهذا كان قبل الأمر بالقتال. ثم أمر الله تعالى نبيه أن يحمده على ما خوَّله من نعمه وهدايته فقال: { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } قال ابن عباس: منها: الدخان وانشقاق القمر. وقال مقاتل: يعني: العذاب في الدنيا، والقتل ببدر. وقال الحسن: المعنى: سيريكم آياته في الآخرة فتعرفونها على ما قال في الدنيا. وقال الزجاج: سيريكم آياته في جميع ما خَلَق، وفي أنفسكم. { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } قرئ بالياء على المغايبة، لقوله: " وما ربك " ، وبالتاء على المخاطبة، وقد ذكر في آخر هود.