{ وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } من الآيات كفلق البحر وإنزال المَنّ والسلوَى وغير ذلك من الدلائل القاطعات على أنه رسول الله وأنه لا إله إلا الله { ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ } معبوداً من دون الله { مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد ما ذهب موسى عنكم إلى الطور لمناجاة الله عز وجل، كما قال تعالى:{ وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } [الأعراف: 148] وقوله تعالى: { وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } أي: بعبادته، واضعين لها في غير موضعها. أو بالإخلال بحقوق آيات الله تعالى، أو هو اعتراض، أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم. ثم ذكر أمراً آخر هو أبين في عنادهم وأنهم مع الهوى فقال: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ... }.