شرح الكلمات: ويوم ينفخ في الصور: أي يوم ينفخ إسرافيل في البوق نفخة الفزع والفناء والقيام من القبور. وكل أتوه داخرين: أي وكل من أهل السماء والأرض أتوا الله عز وجل داخرين أي أذلاء صاغرين. وترى الجبال تحسبها جامدة: أي تظنها في نظر العين جامدة. وهي تمر مر السحاب: وذلك لسرعة تسييرها. من جاء بالحسنة: وهي الإِيمان والتوحيد وسائر الصالحات. فله خير منها: أي الجنة. ومن جاء بالسيئة: أي الشرك والمعاصي فله النار يكب وجهه فيها. وهم من فزع يومئذ آمنون: أي أصحاب حسنات التوحيد والعمل الصالح آمنون من فزع هول يوم القيامة. ومن جاء بالسيئة فكبت: أي جاء بالسيئة كالشرك وأكل الربا، وقتل النفس، فكبت وجوههم في النار والعياذ بالله أي القوا فيها على وجوههم. هل تجزون إلا ما كنتم تعملون: أي ما تجزون إلا بعملكم، ولا تجزون بعمل غيركم. معنى الآيات: ما زال السياق في ذكر أحداث القيامة تقريراً لعقيدة البعث والجزاء التي هي الباعث على الاستقامة في الحياة. فقال تعالى { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } أي ونفخ إسرافيل بإذن ربه في الصور الذي هو القرن أو البوق { فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } وهي نفخة الفزع فتفزع لها الخلائق إلا من استثنى الله تعالى وهم الشهداء فلا يفزعون وهي نفخة الفناء أيضاً إذ بها يفنى كل شيء، وقوله تعالى { وَكُلٌّ أَتَوْهُ } أي أتوا الله تعالى { دَاخِرِينَ } اي صاغرين ذليلين أتوه إلى المحشر وساحة فصل القضاء وقوله { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } أي لا تتحرك وهي في نفس الواقع تسير سير السحاب { صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } أي أوثق صنعه وأحكمه { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } وسيجزيكم أيها الناس بحسب علمه { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } وهي الإيمان والعمل الصالح { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } ألا وهي الجنة { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } وهي الشرك والمعاصي { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } فذلك جزاء من جاء بالسيئة. وقوله تعالى: { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي لا تجزون إلا ما كنتم تعملونه في الدنيا من خير وشر وقد تم الجزاء بمقتضى ذلك فقوم دخلوا الجنة وآخرون كبت وجوههم في النار. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحداثها مفصلة. 2- بيان كيفية خراب العوالم وفناء الأكوان. 3- فضل الشهداء حيث لا يحزنهم الفزع الأكبر وهم آمنون. 4- تقرير مبدأ الجزاء وهو الحسنة والسيئة، حسنة التوحيد وسيئة الشرك.