الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ }

{ إذْ } بدل من إذ فى قوله { وإذ يعدكم } على أن الوعد كان فى وقت الاستغاثة فيما زعم بعض، أو مفعول لاذكروا محذوفا مستأنفا أو متعلق بيحق أو يبطل، وزعم بعضهم أنه يجوز تعليقه بيعدكم { تَسْتَغيثُون ربَّكُم } وقرأ أبو عمرو فى رواية أبى حاتم بإدغام الذال فى التاء، واستحسنها أبو حاتم، والاستغاثة طلب الغوث، والمراد النصر، قيل لما علموا أنه لا بد من القتال أخذوا هم والنبى صلى الله عليه وسلم يقولون رب انصرنا على عدوك، وزعم بعض أن الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم وحده، ولفظ الجماعة تعظيم له. وعن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنهم " لما كان يوم بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، ثم مد يده فجعل يهتف بربه " اللهم أنجز لى ما وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض " فما زال يهتف بربه مادا يديه، مستقبلا للقبلة حتى سقط رداؤه عن منكبه، فأتى أبو بكر رضى الله عنه، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال يا نبى الله كفاك منا شدتك ربك، فإنه سينجز ما وعدك، وفى ذلك نزل { إذ تستغيثون ربكم } " الخ. وذلك الدعاء فى داخل العريش، وفيه معه أبو بكر وحده، وفى رواية ابن إسحاق أنه قال خل بعض مناشدتك ربك، قيل قال خل البعض، ولم يقل خل الكل، لأن جهاده فى ذلك الوقت كان الدعاء فقط. وفى رواية " أنه لما رأى كثرة العدو، ركع ركعتين وأبو بكر عن يمينه وقال فى صلاته " للهم لا تخذلنى، اللهم أنشدك ما وعدتنى " وذلك كله بعد أن عدَّل صفوف أصحابه وأمرهم ونهاهم، وبينما هو فى العريش مع أبى بكر إذ خفق خفقة ثم انتبه متبسما فقال " أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل على ثناياه النقع " الثنايا أربع سنان، فى مقدم الفم اثنتان من فوق واثنتان من تحت، و النقع الغبار، ثم خرج من باب العريش يتلوسيهزم الجمع ويولُّون الدبر } قال علىّ قاتلت يوم بدر شيئا من القتال، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما صنع، فإذا هو ساجد يقول " يا حى يا قيوم " ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجد لا يزيد على ذلك، ثم ذهبت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك، ففتح الله عليه، ومات ستة رجال من المهاجرين، وستة من الخزرج، واثنان من الأوس، من المهاجرين، وستة من الخزرج، واثنان من الأوس.

السابقالتالي
2 3