{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } ، قيل: بالمعجزات والدلائل، وقيل: بالآيات التسع { ان أخرج قومك } أي وقلنا له: أخرج قومك، يعني بني إسرائيل ومن بعث اليهم { من الظلمات إلى النور } من الكفر إلى الإِيمان { وذكرهم بأيام الله } قيل: بنعمه في الأيام دنيا وديناً، وقيل: بوقائع الله تعالى وعذابه في الأمم السالفة كعاد وثمود وغيرهم { وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم } خلصكم { من آل فرعون } يعني قومه واتباعه ومن كان على دينه { يسومونكم } قيل: يعذبونكم، وقيل: يذيقونكم { سوء العذاب } أي أشده { ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم } أي يستبقون النساء للخدمة أحياء { وفي ذلكم } أي ما تقدم ذكره { بلاء من ربكم عظيم } ، قيل: نعمة عظيمة منّ الله بها عليكم، وقيل: بلاء وشدة ومحنة، وقيل: امتحان بالتخلية والترك قال: أنجاكم والأول أقرب وهو لن المراد به النعمة وهو الذي يوافق صدر الآية وهو قوله: { واذكروا نعمة الله عليكم } { وإذ تأذن ربكم } ، قيل: معناه أعلم وتأذن وأذن كمتوعد وأوعد، وقيل: بمعنى أخبر { لئن شكرتم لأزيدنكم } من النعم { فإن الله لغني } عنكم ولا يرضى لعباده الكفر { حميد } مستحق للحمد، وقيل: يجازي على القليل كثيراً { ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم } يعني خبر ما فعل بهم خطاب للكفار، وقوله: { وثمود } وهم قوم صالح { والذين من بعدهم } من الأمم { لا يعلمهم إلا الله } يعني أنهم في الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، وروي عن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية فقال: كذب النسابون، يعني الذين يدعون علم الأنساب، وقد نفى الله تعالى علمها عن العباد { جاءتهم رسلهم بالبينات } يعني بالأدلة والحجج والأحكام والأمر والنهي { فردوا أيديهم في أفواههم } أي قطعوها غيظاً وضجراً مما جاءت به الرسل كقوله:{ عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } ، وقيل: ضحكاً واستهزاء كمن غلبه الضحك فوضع يده على فيه، واشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم { انا كفرنا بما أرسلتم به } أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره، وقيل: في أيديهم يرجع إلى الكفار وأفواههم يرجع إلى الرسل فكأنهم لما سمعوا وعظهم وكلامهم أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تكذيباً لهم ورداً عليهم وتسكيتاً لهم { وانا لفي شك } في ريب { مما تدعوننا اليه } من الدين أحق هو أم باطل.