وقالت الجن: { وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً } من الملائكة { وَشُهُباً } [آية: 8] من الكواكب فهي تجرح ونخيل ولا تقتل { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا } يعني من السماء قبل أن يبعث محد صلى الله عليه وسلم وتحرس السماء { مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ } إلى السماء إذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم { يَجِدْ لَهُ شِهَاباً } يعني رسيا من الكواكب و { رَّصَداً } [آية: 9] من الملائكة وقالت الجن مؤمنوهم { وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ } بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فيكذبونه فيهلكهم { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } [آية: 10] يقول: أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } يعني دون المسلمين كافرين، فلذلك قوله: { كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } [آية: 11] يقول: أهل ملل شتى، مؤمنين وكافرين ويهود ونصارى { وَأَنَّا ظَنَنَّآ } يقول: علمنا { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ } يعني أن لن نسبق الله في الأرض فنفوته { وَلَن نُّعْجِزَهُ } يعني ولن نسبقه { هَرَباً } [آية: 12] فنفوته. ثم قال: { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ } يعني القرآن { آمَنَّا بِهِ } يقول: صدقنا به أنه من الله تعالى { فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ } فمن يصدق بتوحيد الله عز وجل { فَلاَ يَخَافُ } في الآخرة { بَخْساً } يقول: لن ينقص من حسناته شيئاً، ثم قال: { وَلاَ } يخاف { رَهَقاً } [آية: 13] يقول: لا يخاف أن يظلم حسناته كلها حتى يجازى بعمله السىء كله، مثل قوله تعالى:{ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً } [طه: 112] أن ينقص من حسناته كلها، ولا هضما أن يظلم من حسناته { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ } يعني المخلصين، هذا قول التسعة { وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ } يعني العادلين بالله وهم المردة { فَمَنْ أَسْلَمَ } يقول: فمن أخلص لله عز وجل من كفار الجن { فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } [آية: 14] يعني أخلصوا بالرشد.