قوله تعالى: { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } - إلى قوله تعالى- { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [82- 91] 7516/ [1]- علي بن إبراهيم: ثم حكى الله عز و جل قول الدهرية: { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } - إلى قوله- { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } يعني أحاديث الأولين، فرد الله عليهم، فقال: { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } ثم رد الله على الثنوية الذين قالوا بإلهين فقال الله تعالى: { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } قال: لو كانا إلهين- كما زعمتم- لكانا يختلفان، فيخلق هذا و لا يخلق هذا، و يريد هذا و لا يريد هذا، و يطلب كل واحد منهما الغلبة لنفسه ، و إذا أراد أحدهما خلق إنسان، و أراد الآخر خلق بهيمة، فيكون إنسانا و بهيمة في حالة واحدة، و هذا غير موجود، فلما بطل هذا، ثبت التدبير و الصنع لواحد، و دل أيضا التدبير و ثباته و قوام بعضه ببعض، على أن الصانع واحد، و ذلك قوله: { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ } إلى قوله: { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ثم قال آنفا: { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }.