قوله جلّ ذكره: { فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً }. ورجع نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - من المعراج بنعت البسط، وجاء بالنجوى لأصحابه فيما أوجب الله عليهم من الصلاة، وأكرمهم به من القربة بالزلفة.. فشتان ما هما! ورجع موسى إلى قومه بوصف الغضب والأسف، وخاطبهم ببيان العتاب: { قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي }. ظنوا بنبيِّهم ظنَّ السَّوْءِ في خلقه الوعد، فَلَحِقَهُمْ شؤمُ ذلك حتى زاغوا عن العهد،وأشركوا في العقد.. وكذلك يكون الأمر إذا لم يفِ المرءُ بعقده، فإنه ينخرط في هذا السِّلْكِ.