{ إنك لا تسمع الموتى } الكفَّار { ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } يعني: الكفَّار الذين هم بمنزلة الصُّمِّ لا يسمعون النِّداء إذا أعرضوا. { وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم } يريد: إنَّه أعماهم حتى لا يهتدوا، فكيف يهدي النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ضلالتهم قوماً عمياً. { إن تُسمع } ما تُسمع سماع إفهام { إلاَّ مَنْ يؤمن بآياتنا } بأدلَّتنا { فهم مسلمون } في علم الله سبحانه. { وإذا وقع القول عليهم } وجب العذاب والسُّخط عليهم، وذلك حين لا يقبل الله سبحانه من كافرٍ وإيمانه، ولم يبق إلاَّ مَنْ يموت كافراً في علم الله سبحانه { أخرجنا لهم دابة من الأرض } وخروجها من أوَّل أشراط القيامة { تكلمهم } تُحدِّثهم بما يسوءهم { أنَّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } تخبر الدَّابَّة مَنْ رآها أنَّ أهل مكَّة كانوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن لا يوقنون، ومَنْ كسر { إنَّ النَّاس } كان المعنى: تقول لهم: إنَّ الناس. { ويوم نحشر } نجمع { من كلِّ أمة فوجاً } جماعةً { ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون } يحبس أوَّلهم على آخرهم ليجتمعوا. { حتى إذا جَآءُو قال } الله تعالى لهم: { أكذَّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً } ولم تعرفوها حقَّ معرفتها، وهذا توبيخٌ لهم { أَمَّاذَا كنتم تعملون } حين لم تتفكَّروا فيها. { ووقع القول } وجبت الحُجَّة { عليهم بما ظلموا } بإشراكهم { فهم لا ينطقون } بحجَّةٍ وعذرٍ، ثمَّ ذكر الدَّليل على قدرته وإلهيتَّه سبحانه وتعالى، فقال: { ألم يروا أنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إنَّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون }.