{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ } بعد نوح { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ }: من المعجزات { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ }: ما استقام لهم أن يؤمنوا، { بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ } من الحق { مِن قَبْلُ }: قبل بعثة الرسل وهو تعودهم بتكذيب الحقَّ { كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ }: نختم، { عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ }: المجاوزين حدودَ الله، { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ }: بعد هؤلاء الرسل { مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ }: أشراف قومه، إذْ سفلتهم تبع { بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }: عادتهم الإجرام، { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ }: معجزاته، { مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ }: واضحٌ { قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ }: إنه أي: إنَّ هذا إلى آخره لسحر يدل على حذفه ما قبله، أو أتعيبونه من المقالة بمعنى الطعن ولا يجوز كون المقول، { أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ }: كلام موسى إلا أن يكون استفهام تقرير، { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا }: لتصرفنا، { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا }: من عبادة الأصنام، { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ }: العظمة، { فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }: مصدقين { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }: حاذق يعارض، { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ }: لعدم مبالاته بهم، { فَلَمَّآ أَلْقَواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ }: هؤلاء { ٱلسِّحْرُ }: لا ما جئت به، { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ }: بمحقهُ { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ }: لا يقوى { عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ }: يثبت، { ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ }: بأمره { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ }: ذلك، { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ } نحو أولاد شبان، { مِّن قَوْمِهِ }: موسى من قبل الأم أو فرعون من قبل الأب، { عَلَىٰ }: معَ { خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ }: أشراف قومه جمع لأنه ذُوا صحب يأتمرون له، لا لفظة إذ هو في التكلم فقط، وقيل: مطلقاً، { أَن يَفْتِنَهُمْ }: يعذبهم، { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ } غالب { فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ }: في الكبر، { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }: منقادين لأمره، فالإيمان شرط لوجوبه والإسلام لحصوله فليس من تعلق الحكم بشرطين، كإن دخلتها فأنت طالق إن كلمت، بل مثل: إن دخلتها فأنت طالق إن كنت زوجتي.