{ أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً } أي: استسلم له من فيهما بالخضوع والانقياد لمراده والجري تحت قضائه، كما قال تعالى:{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } [الرعد: 15]. وقوله تعالى:{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [النحل: 48-49] فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله، والكافر مستسلم له كرها، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع - أفاده ابن كثير { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } يوم القيامة فيجزي كلا بعمله، والجملة سيقت للتهديد والوعيد.