قوله تعالى: { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } أي: جماعة، يعني: الرؤساء والقادة في الكفر. قال ابن عباس: أبو جهل، والوليد بن المغيرة، وشيبة بن ربيعة، يساقون من بين يدي أهل مكة، وكذلك تُحشر قادة سائر الأمم بين أيديهم إلى النار. وقيل: يحشرون ويجمعون لإقامة الحجة عليهم. { فَهُمْ يُوزَعُونَ } يُحبسون ويُكَفُّ أولهم لآخرهم حتى يجتمعوا فيكبكبوا في النار. { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو } يعني: إلى موقف الحساب { قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } الواو في " وَلَمْ " للحال، كأنه قال: أكذبتم بآياتي جاهلين بها غير ناظرين في معانيها ولا متّفقين فيها. { أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا، والمراد من هذا السؤال: تبكيتهم، فإنهم لم يعملوا إلا التكذيب، فلا سبيل لهم إلى إنكاره. { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ } أي: وجب العذاب عليهم بما أشركوا وعصوا { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } بحجة يُماحِلُون بها عن أنفسهم، أو لا ينطقون لما يَبْغَتُهم من أهوال القيامة وشدائدها، كقوله تعالى:{ هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } [المرسلات: 35]. قوله تعالى: { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } قد سبق القول على معنى ذلك. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.