الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } أي: وما يصدّكم عنه، وقد ظهرت دواعيه, واتضحت سبله لذويه كما قال: { وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ } أي: يدعوكم من طريق النظر والتفكّر إلى الإيمان بالذي ربَّاكم بنعمه، وصرّفكم بآلائه، فوجب عليكم شكره. { وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ } أي: بالإيمان، إذ ركّب فيكم العقول، ونصب الأدلّة، ومكّنكم من النظر، بل أودع في فطركم ما يضطركم لذلك إذا نُبهتم، وقد حصل ذلك بتذكير الرسول، فما عليكم إلا أن تأخذوا في سبيله. { إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } قال القاشانيّ: أي إن بقي نور الفطرة والإيمان الأزليّ فيكم.