قوله تعالى: { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } [المائدة: 78] - إلى قوله تعالى - { وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } [المائدة: 81]. - علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوم من الشيعة يدخلون في أعمال السلطان، و يعملون لهم و يحبونهم و يوالونهم؟ قال: " ليس هم من الشيعة، و لكنهم من أولئك " ثم قرأ أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } إلى قوله: { وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }. قال: " الخنازير على لسان داود، و القردة على لسان عيسى (عليه السلام) ". - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } ، قال: " الخنازير على لسان داود، و القردة على لسان عيسى بن مريم (عليهما السلام) ". - العياشي: عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } ، قال: " الخنازير على لسان داود، و القردة على لسان عيسى بن مريم (عليهما السلام) ". - الطبرسي: في معنى الآية، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): " أما داود فإنه لعن أهل أيلة لما اعتدوا في سبتهم، و كان اعتداؤهم في زمانه، فقال: اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء، و مثل المنطقة على الخصرين. فمسخهم الله قردة. و أما عيسى (عليه السلام) فإنه لعن الذين نزلت عليهم المائدة، ثم كفروا بعد ذلك ". - و عنه: في قوله تعالى: { تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " يتولون الملوك الجبارين، و يزينون لهم أهواءهم، ليصيبوا من دنياهم ". و سيأتي- إن شاء الله تعالى- حديث قرية أيلة، مسندا عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى:{ وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } [الأعراف: 163] من سورة (المص) و أن القردة من اعتدوا في السبت. - العياشي: عن محمد بن الهيثم التميمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله: { كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ، قال: " أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم، و لا يجلسون مجالسهم، و لكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم و أنسوا بهم ". - علي بن إبراهيم: في معنى قوله تعالى: { كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ، قال: كانوا يأكلون لحم الخنزير، و يشربون الخمور، و يأتون النساء أيام حيضهن، ثم احتج الله على المؤمنين الموالين للكفار { تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ } إلى قوله: { وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } فنهى الله عز و جل أن يوالي المؤمن الكافر إلا عند التقية.