{ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى } قال الحسن يعني أدى الأمانة وآمن { فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }. { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً } هم أهل الكتاب كتبوا كتبا بأيديهم وقالوا هذا من عند الله فاشتروا به ثمنا قليلا أي عرضا من عرض الدنيا وحلفوا أنه من عند الله { أُوْلَـٰئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } أي لا نصيب لهم في الجنة { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ } بما يحبون وذلك يوم القيامة وقد يكلمهم ويسألهم عن أعمالهم قال { وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ } نظرة رحمة يوم القيامة { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } أي لا يطهرهم من ذنوبهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } موجع { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ } تفسير قتادة حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه وزعموا أنه من عند الله. { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ } كما آتى عيسى { ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي اعبدوني يقول لا يفعل ذلك من آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة قال الحسن احتج ل عليهم بهذا لقولهم أن عيسى ينبغي له أن يعبد وأنهم قبلوا ذلك عن الله وهو في كتابهم الذي نزل من عند الله قال { وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيِّينَ } أي ولكن يقول لهم كونوا ربانيين أي علماء فقهاء { بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } تقرءون. { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً } أي من دون الله { أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } على الاستفهام أي لا يفعل.