{ فَكَذَّبُوهُ } فداموا على تكذيبه { فَنَجَّيْنَـٰهُ } من الغرق { وَمَن مَّعَهُ فِى ٱلْفُلْكِ } في السفينة { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ } يخلفون الهالكين بالغرق { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَـٰتِنَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } هو تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثله وتسلية له. { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ } من بعد نوح عليه السلام { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } أي هوداً وصالحاً وإبراهيم ولوطاً وشعباً { فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } بالحجج الواضحة المثبتة لدعواهم { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } فأصروا على الكفر بعد المجيء { بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ } من قبل مجيئهم، يريد أنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية مكذبين بالحق فما وقع فصل بين حالتيهم بعد بعثة الرسل وقبلها كأن لم يبعث إليهم أحد { كَذَلِكَ نَطْبَعُ } من ذلك الطبع نختم { عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } المجاوزين الحد في التكذيب { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم } من بعد الرسل { مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِـئَايَـٰتِنَا } بالآيات التسع { فَٱسْتَكْبَرُواْ } عن قبولها وأعظم الكبر أن يتهاون العبيد برسالة ربهم بعد تبينها ويتعظموا عن قبولها { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } كفاراً ذوي آثام عظام فلذلك استكبروا عنها واجترؤوا على ردها { فَلَمَّا جَاءهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا } فلما عرفوا أنه هو الحق وأنه من عند الله { قَالُواْ } لحبهم الشهوات { إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } وهم يعلمون أن الحق أبعد شيء من السحر.