الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ }

الرزق يكون بمعنى المصدر، وبمعنى ما يرزق، فإن أردت المصدر نصبت به { شَيْئاً } كقولهأَوْ إِطْعَامٌ.... يَتِيماً } البلد 14 على لا يملك أن يرزق شيئاً. وإن أردت المرزوق كان شيئاً بدلاً منه بمعنى قليلاً ويجوز أن يكون تأكيداً للا يملك أي لا يملك شيئاً من الملك. و { مّنَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } صلة للرزق إن كان مصدراً بمعنى لا يرزق من السموات مطراً، ولا من الأرض نباتاً. أو صفة إن كان اسماً لما يرزق. والضمير في { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } لما لأنه في معنى الآلهة، بعد ما قيل { لاَ يَمْلِكُ } على اللفظ. ويجوز أن يكون للكفار، يعني ولا يستطيع هؤلاء - مع أنهم أحياء متصرفون أولو ألباب - من ذلك شيئاً، فكيف بالجماد الذي لا حس به. فإن قلت ما معنى قوله ولا يستطيعون بعد قوله { لاَ يَمْلِكُ }؟ وهل هما إلا شيء واحد؟ قلت ليس في { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } تقدير راجع، وإنما المعنى لا يملكون أن يرزقوا، والاستطاعة منفية عنهم أصلا لأنهم موات، إلا أن يقدر الراجع ويراد بالجمع بين نفي الملك والاستطاعة للتوكيد أو يراد أنهم لا يملكون الرزق ولا يمكنهم أن يملكوه، ولا يتأتى ذلك منهم ولا يستقيم.