* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد
{ وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ }: هدى مثله، أفهم به عظمته، { مِن قَبْلُ }: محمد أو بلوغه { وَكُنَّا بِهِ }: بأنه أهل له، { عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ }: الصورة بلا روح، { أَنتُمْ لَهَا }: على عبادتها { عَاكِفُونَ }: مقيمون، { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ }: فقلدناهم { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * قَالُوۤاْ }: استبعادا لهذا: { اْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ * قَالَ }: لا لعب، { بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ }: اخترعهنَّ { وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ }: التوحيد، { مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ }: المتحققين، { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ }: بكسرها { بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ }: عنها، { مُدْبِرِينَ }: إلى عيدكم، قاله سرًّا فسمعه واحد وأفشاه فتولوا إلى عيدهم { فَجَعَلَهُمْ }: الأصنام، { جُذَاذاً }: مجذوذا مقطوعا، { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ }: من ذهب وعلق الفأس على عنقه، { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ }: إلى كبيرهم، { يَرْجِعُونَ }: فيعتقدونه كاسرهنَّ أو إلى إبراهيم فيبكتهم، فلما انصرفوا، { قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَآ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّالِمِينَ * قَالُواْ }:هو الذي سمع مقالته: { سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ }: يعيبهم كما مرَّ { يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ }: يسمى به فهذا فعله { قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ }: بمرأى منهم { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ }: عذابه أو عليه بفعله. فلما أتوا به { قَالُوۤاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يٰإِبْرَاهِيمُ * قَالَ }: استهزاء أو تبكيتا أو إخبارا معلقا بالنطق، أو تم الخبر بقوله: { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ }: مبتدأٌ، خبرهُ { هَـٰذَا }: ولا ينافي حديث كذبة الثلاثة إذ أراد أنَّ صُورته صورته { فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ * فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ }: بالتفكر، { فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ }: بعبادتهم { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ }: اعوجُّوا بعدما استقاموا استعارة من المنتكس قائلين: { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ }: فكيف نسألهم، { قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً }: إن عبدتمهو، { وَلاَ يَضُرُّكُمْ }: إن تركتموه { أُفٍّ }:نتناً وقبحاً { لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }: قبحه، فلما عجزوا عن جوابه { قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ }: بإهلاكه، { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ }: نصرتهم قاله رجل من الأكراد اسمه " هَيْزَن " وخسف به الأرض، فلما أوقدوا نارا لم ير مثلها ورموه فيها بالمنجنيق، { قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً }: فصارت باردة بالنسبة إليه مضيئة { وَسَلَٰماً }: قيد به، وإلا لهلك ببردها، { عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ }: قيد به، وإلا لما أحرقت نار بعدها، ثم مكث فيها خمسين يوما وهو ابن ست عشر، وما أحرقت إلا وثاقه، فإنه من السلام أيضاً، { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ }: فصار سعيهم برهانا على بطلانهم، { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً }: من العراق، { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا }: ببعثه أكثر الأنبياء وكثرة الأشجار والأنهار فيها، { لِلْعَالَمِينَ }: يعني الشام، { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً }: عطيةً أو ولد ولدٍ أو زيادة على ما سأل { وَكُلاًّ }: منهم، { جَعَلْنَا صَالِحِينَ }: الكاملين في الصلاح { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ }: الناس، { بِأَمْرِنَا }: بديننا، { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ }: بأن يحثوا على فعلها، { وَإِقَامَ }: إقامة، { ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ * وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً }: نبوةً { وَعِلْماً }: بما ينبغي للأنبياء، { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ }: أي: أهلها، { ٱلْخَبَائِثَ }: كاللّواطة والتضارط في مجالسهم، { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُ }: بإنجائه { فِي }: أهل { رَحْمَتِنَآ إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ * و }: اذكر، { وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ }: قبل المذكورين بقوله: