{ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ القَانِطِينَ } أي: من الآيسين. { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ }.
{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ } [أي: ما أمركم] { أَيُّهَا المُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين، وهذا جرم شرك، يعني قوم لوط لِنعذبهم. { إِلاَّ ءَالَ لُوطٍ } يعني أهله المؤمنين { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغَابِرِينَ } أي: الباقين في عذاب الله، في تفسير بعضهم. وقال الحسن: لمن الهالكين.
قوله: { فَلَمَّا جَاءَ ءَالَ لُوطٍ المُرْسَلُونَ } أي: الملائكة { قَالَ } لوط { إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ }. قال مجاهد: أنكرهم نبي الله لوط.
{ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ } يعني جئناك بعذاب قوم لوط، في تفسير مجاهد، وقوله: { بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي: يشكّون، ويقولون لا نعذب، لأنه كان يخوفهم بالعذاب إن لم يؤمنوا.
{ وَأَتَيْنَاكَ بِالحَقِّ } يعني وجئناك بعذابهم { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ } أي: بطائفة من الليل، والسُّرَى لا يكون إلا ليلاً { وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ } أي: كن آخرهم. { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُم أَحَدٌ } أي: لا ينظر وراءه إلى المدينة. { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤمَرُونَ }.
{ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ } أي: أعلمناه ذلك الأمر. والقضاء ها هنا إعلام. { أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ } أي: أصل هؤلاء { مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } وهو كقوله:{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } [هود:81].
قوله: { وَجَاءَ أَهْلُ المَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } أي: قوم لوط يستبشرون بضيف لوط، أي: لما يريدون من عمل السوء، إتيان الرجال في أدبارهم.