{ هذا فليذوقوه حميمٌ وغساق } أَيْ: هذا حميمٌ وغسَّاقٌ فليذوقوه، والغسَّاق: ما سال من جلود أهل النَّار. { وآخر } أَيْ: وعذابٌ آخر { من شكله } من مثل ذلك الأوَّل { أزواج } أنواع فإذا دخلت الرُّؤساء النَّار، ثمَّ دخل بعدهم الأتباع قالت الملائكة: { هذا فوج } جماعةٌ { مقتحمٌ معكم } داخلوا النَّار، فقال الرُّؤساء: { لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار } كما صليناها، فقال الأتباع: { بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدَّمتموه لنا } شرعتم وسنتتم الكفر لنا { فبئس القرار } قرارانا وقراراكم. { قالوا } أي: الأتباع { ربنا مَنْ قدَّم لنا هذا } شرعه وسنَّه { فزده عذاباً ضعفاً في النار } كقوله:{ ربنا آتهم ضعفين من العذاب } { وقالوا } يعني: صناديد قريش: { ما لنا لا نرى رجالاَ كنَّا نعدُّهم من الأشرار } أي: فقراء المسلمين. { أتخذناهم سخرياً } كنَّا نسخر بهم في الدَّنيا، أَمفقودون هم؟ { أم زاغت عنهم الأبصار } فلا نراهم ها هنا. { إن ذلك } الذي ذكرنا عن أهل النَّار { لحق } ثمَّ بيَّن ما هو فقال: { تخاصم أهل النار }.