الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }

وقوله تعالى: { فِي ٱلْفُلْكِ }: يجوز أن يتعلَّق بأَنْجيناه أي: أنجيناه في الفلك. ويجوز أن تكونَ " في " حينئذ سببيةً أي: بسبب الفُلْك كقوله " إنَّ امرأةً دخلت النار في هرة " ويجوز أن يتعلق " في الفلك " بما تعلَّق به الظرفُ الواقعُ صلةً أي: الذين استقروا في الفلك معه. و " عَمِين " جمع عَمٍ، وقد تقدَّم الكلامُ على هذه المادة. وقيل هنا: عمٍ إذا كان أعمى البصيرة غيرَ عارفٍ بأموره، وأعمى أي في البصَر. قال زهير:
2226ـ وأَعْلَمُ عِلْمَ اليومِ والأمسِ قبله   ولكنني عن عِلْمِ ما في غدٍ عَمِ
وهذا قول الليث. وقيل: عمٍ وأعمى بمعنىً، كخَضِر وأخضر. وقال بعضهم: " عَمٍ " فيه دلالةٌ على ثبوت الصفة واستقرارِها كفَرِح وضَيّق، ولو أُريد الحدوثُ لقيل: عامٍ كما يُقال: فارح وضائق. وقد قُرِئ " قوماً عامين " حكاها الزمخشري.