{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } في الأرض وتلقون فيها من البذر. { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } تُنْبِتُونَه وتُخْرِجُونه نابتاً نامياً، { أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ }. { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً } قال الزجاج: أبطلناه حتى يكون متحطماً لا حنطة فيه ولا شيء. { فَظَلْتُمْ } وقرأ الشعبي وأبو العالية: " فَظِلْتُم " بكسر الظاء؛ لأن الأصل [فيه: " ظَلِلْتُم " ]، فنقل حركة اللام إلى الظاء، وهذا الحرف آخر الحروف التسعة التي جاءت بالظاء في القرآن. وقد ذكرتها في سورة النحل عند قوله:{ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } [الآية: 58]، فاطلبها هنالك. ومعنى: { تَفَكَّهُونَ } تعجبون مما نزل بكم في زرعكم. وقيل: تندمون على عملكم فيه وإنفاقكم عليه. والقولان مشهوران في التفسير. ويقال: إنه من الأضداد. تَفَكَّهَ بمعنى: تَنَعَّم، وتَفَكَّهَ بمعنى: تَحَزَّن. وقرأ أبيّ بن كعب وابن السميفع والقاسم بن محمد وعكرمة: " تَفَكَّنُون " [بنون] بدل الهاء، بمعنى: تندَّمون. [ومنه] الحديث: " مثلُ العالم مَثَلُ الحَمَّة، يأتيها البُعَداء ويتركها القُرَبَاء، فبينما هم كذلك إذ غار ماؤُها، فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكَّنون " أي: يتندّمون. { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } قال الزجاج: أي يقولون: إنا لمغرمون قد غرمنا وذهب زرعنا. وقيل: لمعذبون من الغرام، وهو الهلاك. { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } مُحَارَفُون محدودون.