الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }

قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }: في محلِّه أوجهٌ، أحدُها: أنه مرفوعٌ على خبرِ ابتداءٍ مضمر، أي: هم الذين آمنوا، أو على أنه خيرٌ ثانٍ لـ " إنَّ " ، أو على الابتداءِ، والخبرُ الجملةُ من قوله: " لهم البشرىٰ " ، أو على النعت على موضع " أولياء " لأنَّ موضعَه رفعٌ بالابتداء قبل دخول " إنَّ " أو على البدل من الموضع أيضاً، ذكرهما مكي. وهذان الوجهان على مذهب الكوفيين لأنهم يُجْرون التوابعَ كلَّها مُجرى عطفِ النسق في اعتبار المحل/ محلِّ الجر بدلاً من الهاء والميم في " عليهم ". وقيل: منصوبُ المحلِّ نعتاً لـ " أولياء " ، أو بدلاً منهم على اللفظ أو على إضمارِ فعلٍ لائقٍ وهو " أمدحُ " ، فقذ تَحَصَّل فيه تسعةُ أوجهٍ: الرفعُ من خمسة، والجرُّ من وجه واحد، والنصبُ من ثلاثة. وإذا لم تجعلِ الجملةَ من قوله: " لهم البشرىٰ " ، خبراً للذين جاز فيها الاستئنافُ، وأن تكونَ خبراً ثانياً لـ " إنَّ " أو ثالثاً.