{ وَإِذَا جَآءُوكُمْ } يعني سفلة اليهود ويقال المنافقون { قَالُوۤاْ آمَنَّا } بك وبصفتك ونعتك إنه في كتابنا { وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ } بكفر السر { وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ } بكفر السر { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ } من الكفر { وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ } يا محمد يعني من اليهود { يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ } يبادرون في المعصية والشرك { وَٱلْعُدْوَانِ } الظلم والاعتداء على الناس { وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ } الرشوة الحرام وفي تغيير الحكم { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من المعصية والاعتداء { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ } هلا ينهاهم { ٱلرَّبَّانِيُّونَ } أصحاب الصوامع { وَٱلأَحْبَارُ } العلماء { عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ } الشرك { وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ } الرشوة والحرام { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } في تركهم ذلك { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ } يعني فنحاص بن عازوراء اليهودي { يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ } محبوسة عن البسط { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ } أمسكت أيديهم عن الخير والنفقة في الخير { وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ } عذبوا بالجزية بما قالوا { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } مفتوحتان على البر والفاجر { يُنفِقُ } يعطي { كَيْفَ يَشَآءُ } إن شاء وسع وإن شاء قتر { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم } والله ليزيدن كثيراً منهم كفارهم { مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } بما أنزل إليك { مِن رَّبِّكَ } يعني القرآن { طُغْيَاناً } تمادياُ { وَكُفْراً } ثباتاً على الكفر { وَأَلْقَيْنَا } أشلينا وأغرينا { بَيْنَهُمُ } بين اليهود والنصارى { ٱلْعَدَاوَةَ } في القتل والهلاك { وَٱلْبَغْضَآءَ } في القلب { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ } كلما اجتمعوا على قتل محمد تمرداً { أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ } فرق الله جمعهم وخالف كلمتهم { وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً } يمشون في الأرض بالفساد بتعويق الناس عن محمد والدعوة إلى غير الله { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ } اليهود ودينهم { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ } اليهود والنصارى { آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَٱتَّقَوْاْ } تابوا من اليهودية والنصرانية { لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } ذنوبهم في اليهودية والنصرانية { وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } في الآخرة { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } أقروا بما في التوراة والإنجيل وبيّنوا ذلك يعني صفة محمد ونعته { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ } وبيّنوا ما بيَّن لهم ربهم في التوراة والإنجيل ويقال أقروا بجملة الكتب والرسل من ربهم { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ } بالمطر { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } بالنبات والثمار { مِّنْهُمْ } من أهل الكتاب { أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } جماعة عادلة مستقيمة يعني عبد الله بن سلام وأصحابه وبحيرا الراهب وأصحابه والنجاشي وأصحابه وسلمان الفارسي وأصحابه { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } بئس ما يصنعون من كتمان صفة محمد ونعته منهم كعب بن الأشرف وكعب بن أسد ومالك بن الصيف وسعيد بن عمرو وأبو ياسر وحييِّ بن أخطب.