الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

قوله تعالى: { وَإِنَّنَا }: هذا هو الأصل، ويجوز " وإنَّا " بنونٍ واحدة مشددة كما في السورة الأخرىٰ. وينبغي أن يكون المحذوفُ النونَ الثانية من " إنَّ " لأنه قد عُهِد حَذْفُها دون اجتماعِها مع " نا " فَحَذْفُها مع " نا " أولى، وأيضاً فإنَّ حَذْف بعضِ الأسماء ليس بسهلٍ. وقال الفراء: " مَنْ قال " إننا " أَخْرج الحرفَ على أصله؛ لأنَّ كتابةَ المتكلمين " نا " فاجتمع ثلاثُ نونات، ومَنْ قال: " إنَّا " استثقل اجتماعَها فأسقط الثالثة، وأبقى الأوَّلَيْن ". انتهى. وقد تقدَّم الكلامُ في ذلك أولَ هذا الموضوع.

قوله: { مُرِيبٍ } اسم فاعل مِنْ أراب، و " أراب " يجوز أن يكونَ متعدِّياً مِنْ " أرابه " ، أي: أوقعه في الريبة أو قاصراً مِنْ " أراب الرجلُ " ، أي: صار ذا ريبة. ووُصِف الشكَّ بكونه مُريباً بالمعنيين المتقدمين مجازاً.