{ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } في جميع الرسل هنا وجهان: أحدهما: أن من عصى رسولاً واحداً لزمه عصيان جميعهم فإنهم متفقون على الإيمان بالله وعلى توحيده، والثاني: أن يراد الجنس كقولك: فلان يركب الخيل إن لم يركب إلا فرساً واحداً { أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } هذا تشنيع لكفرهم، وتهويل بحرف التنبيه وبتكرار اسم عاد { أَلاَ بُعْداً } أي هلاكاً وهذا دعاء عليهم وانتصابه بفعل مضمر، فإن قيل: كيف دعا عليهم بالهلاك بعد أن هلكوا؟ فالجواب أن المراد أنهم أهل لذلك { لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } بيان لأن عاداً اثنان: إحداهما قوم هود، والأخرى إرم.