قال تعالى: { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً } يعني المشركين { يُعْرِضُواْ } أي: عنها. { وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } أي: ذاهب. وذلك قولهم:{ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } [الأنبياء:5]. قال عزّ وجلّ: { وَكَذَّبُواْ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } أي: لأهله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. قال تعالى: { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ الأَنبَآءِ } أي: من الأخبار، أخبار الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم فأهلكم الله { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي: عمَّا هم عليه من الشرك ومن التكذيب. قال تعالى: { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } أي: القرآن { فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } أي عمن لم يؤمن. كقوله:{ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤمِنُونَ } [يونس:101]. قال تعالى: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِ } أي: صاحب الصور { إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ } أي: إلى شيء عظيم. { خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ } أي: فتولَّ عنهم في الدنيا فستراهم يوم القيامة خشعاً أبصارهم: أي ذليلة أبصارهم. وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم. { يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ } أي: من القبور { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } شبههم بالجراد إذا أدركه الليل لزم الأرض، فإذا أصبح وطلعت الشمس انتشر.