الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }

{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً } جوابٌ لسؤالٍ ناشٍ من مجموع ما تقدّم كأنّه قيل: لم امرت بقيام اللّيل وترتيل القرآن لاجل القاء القول الثّقيل؟ - فقال: انّ ناشئة اللّيل اى النّفس المربّاة فى اللّيل او النّفس المتجاوزة حدّ البلوغ او الجماعة النّاشئة باللّيل، او النّاشئة مصدر بمعنى الفاعل اى الشّخص النّامى باللّيل اشدّ وطأً اى اخذاً او ضغطاً او قدماً والمقصود الثّبات والقوّة فى القوّة العمّالة { وَأَقْوَمُ قِيلاً } اى اعدل قولاً، ولمّا كان القول مسبّباً عمّا فى الضّمير من العلوم كما قال امير المؤمنين (ع): المرء مخبوء تحت لسانه، كان هذا اشارةً الى اعتدال القوّة العلاّمة وقوّتها، ويجوز ان يكون المعنى كما اشير اليه فى الخبر انّ قيام الرّجل فى اللّيل عن فراشه هو اشدّ وطأً، ويكون نسبة اشدّ وطأً الى ناشئة اللّيل بمعنى القيام فى اللّيل مجازاً عقليّاً.