{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يخالفون الله ورسوله في الدين ويعادونه { كُبِتُواْ } عذبوا وأخزوا يوم الخندق بالقتل والهزيمة وهم أهل مكة { كَمَا كُبِتَ } عذب وأخزى { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني الذين قاتلوا الأنبياء قبل أهل مكة { وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } جبريل بآيات مبينات بالأمر والنهي والحلال والحرام { وَلِلْكَافِرِينَ } بآيات الله { عَذَابٌ مُّهِينٌ } يهانون به ويقال عذاب شديد { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } جميع أهل الأديان { فَيُنَبِّئُهُمْ } ويخبرهم { بِمَا عَمِلُوۤاْ } في الدنيا { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ } حفظ الله عليهم أعمالهم { وَنَسُوهُ } تركوا طاعة الله التي أمرهم الله بها { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم { شَهِيدٌ أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر في القرآن يا محمد { أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ } تناجى { ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } إلا الله عالم بهم وبأعمالهم وبمناجاتهم { وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ } إلا الله عالم بهم وبمناجاتهم { وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ } ولا أقل من ذلك { وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ } عالم بهم وبمناجاتهم { أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم } يخبرهم { بِمَا عَمِلُواْ } في الدنيا { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم ومناجاتهم { عَلِيمٌ } نزلت هذه الآية في صفوان بن أمية وختنه وقصتهم مذكورة في سورة حم السجدة { أَلَمْ تَرَ } ألم تنظر يا محمد { إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } دون المؤمنين المخلصين { ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } من النجوى دون المؤمنين المخلصين { وَيَتَنَاجَوْنَ } فيما بينهم { بِٱلإِثْمِ } بالكذب { وَٱلْعُدْوَانِ } والظلم { وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } بمخالفة الرسول بعد ما نهاهم النبي عليه الصلاة و السلام وهم المنافقون كانوا يتناجون فيما بينهم مع اليهود في خبر سرايا المؤمنين لكي يحزن بذلك المؤمنون { وَإِذَا جَآءُوكَ } يعني اليهود { حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } سلموا عليك سلاماً لم يسلمه الله عليك ولم يأمرك به وكانوا يجيئون إلى النبي صلى الله عليه وسلم { وَيَقُولُونَ } السام عليك فيرد عليهم النبي عليه الصلاة والسلام عليكم السام وكان السام بلغتهم الموت ويقولون { فِيۤ أَنفُسِهِمْ } فيما بينهم { لَوْلاَ } هلا { يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ } لنبيه لو كان نبياً كما يزعم لكان دعاؤه مستجاباً علينا حيث نقول السام عليك فيرد علينا عليكم السام فأنزل الله فيهم { حَسْبُهُمْ } مصيرهم مصير اليهود في الآخرة { جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا } يدخلونها { فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } صاروا إليه النار { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِذَا تَنَاجَيْتُمْ } فيما بينكم { فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ } بالكذب { وَٱلْعُدْوَانِ } بالظلم { وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } بخلاف أمر الرسول كمناجاة المنافقين مع اليهود دون المؤمنين المخلصين { وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ } بأداء فرائض الله وإحسان بعضكم إلى بعض { وَٱلتَّقْوَىٰ } ترك المعاصي والجفاء { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله في أن تتناجوا دون المؤمنين المخلصين { ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } في الآخرة.