شرح الكلمات: يسۤ: هذا أحد الحروف المقطعة يكتب هكذا يسۤ، ويقرأ هكذا ياسِينْ والله أعلم بمراده به. والقرآن الحكيم: أي ذي الحكمة إذ وضع القرآن كل شيء في موضعه فهو لذلك حكيم ومحكم أيضاً بعجيب النظم وبديع المعاني. إنك لمن المرسلين: أي يا محمد من جملة الرسل الذين أرسلناهم إلى أقوامهم. على صراط مستقيم: أي طريق مستقيم الذي هو الإِسلام. تنزيل العزيز الرحيم: أي القرآن تنزيل العزيز في انتقامه ممن كفر به الرحيم بمن تاب إِليه. ما أنذر آباؤهم: أي لم ينذر آباؤهم إذ لم يأتهم رسول من فترة طويلة. فهم غافلون: أي لا يدرون عاقبة ما هم فيه من الكفر والضلال، ولا يعرفون ما ينجيهم من ذلك وهو الإِيمان وصالح الأعمال. لقد حق القول على أكثرهم: أي وجب عليهم العذاب فلذا هم لا يؤمنون. إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً: أي جعلنا أيديهم مشدودة إلى أعناقهم بالأغلال. فهي إلى الأذقان: أي أيديهم مجموعة إلى أذقناهم، والأذقان جمع ذقن وهو مجمع اللحيين. فهم مقمحون: أي رافعو رؤوسهم لا يستطيعون خفضها، فلذا لا يكسبون بأيديهم خيراً، ولا يذعنون برؤوسهم إلى حق. فأغشيناهم فهم لا يبصرون: أي جعلنا على أبصارهم غشاوة فهم لذلك لا يبصرون. وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون: أي استوى إنذارك لهم وعدمه في عدم إيمانهم. من اتبع الذكر: أي القرآن. وأجر كريم: أي بالجنة دار النعيم والسلام. إنا نحن نحي الموتى: أي نحن ربّ العزة نحيى الموتى للبعث والجزاء. ونكتب ما قدموا وآثارهم: أي ما عملوه من خير وشر لنحاسبهم، وآثارهم أي خطاهم إلى المساجد وما استنَّ به أحد من بعدهم. في إمام مبين: أي في اللوح المحفوظ. معنى الآيات: { يسۤ } الله أعلم بمراده به { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } أي المحكم نظماً ومعنىً وذي الحكمة الذي يضع كل شيء في موضعه أقسم تعالى بالقرآن الحكيم على أن محمد صلى الله عليه وسلم نبياً رسولاً فقال { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } الذي هو الإِسلام. وقوله { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } أي هذا القرآن هو تنزيل الله { ٱلْعَزِيزِ } في الانتقام ممن كفر به وكذب رسوله { ٱلرَّحِيمِ } بأوليائه وصالحي عباده. وقوله { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ } أي أرسلناك وأنزلنا إليك الكتاب لأجل أن تنذر قوماً ما أنذر آباؤهم من فترة طويلة وهم مشركو العرب إذ لم يأتهم رسول من بعد إسماعيل عليه السلام { فَهُمْ غَافِلُونَ } أي لا يدرون عاقبة ما هم عليه من الشرك والشر والفساد، ومعنى تنذرهم تخوفهم عذاب الله تعالى المترتب على الشرك والمعاصي. وقوله تعالى { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ } أي أكثر خصوم النبي صلى الله عليه وسلم من كفار قريش كأبي جهل حق عليهم القول الذي هو قوله تعالى