{ ويجعلون } يعني: المشركين { لما لا يعلمون } أَي: الأوثان التي لا علم لها { نصيباً مما رزقناهم } يعني: ما ذُكر في قوله:{ وهذا لشركائنا } { تالله لتسألنَّ } سؤال توبيخٍ { عمَّا كنتم تفترون } على الله من أنَّه أمركم بذلك. { ويجعلون لله البنات } يعني: خزاعة وكنانة، زعموا أنَّ الملائكة بنات الله، ثمَّ نزَّه نفسه فقال تعالى: { سبحانه } تنزيهاً له عمَّا زعموا { ولهم ما يشتهون } يعني: البنين، وهذا كقولهم:{ أم له البنات... } الآية. { وإذا بشر أحدهم بالأنثى } أُخبر بولادة ابنةٍ { ظلَّ } صار { وجهه مسودّاً } متغيِّراً تغيُّرَ مغتمٍّ { وهو كظيم } ممتلىءٌ غمّاً. { يتوارى } يختفي ويتغيب مقدّراً مع نفسه { أيمسكه على هون } أيستحييها على هوانٍ منه لها { أم يدسُّه } يخفيه { في التراب } فعل الجاهليَّة من الوأد { ألا ساء } بئس { ما يحكمون } أَيْ: يجعلون لمن يعترفون بأنَّه خالقهم البناتِ اللاتي محلهنَّ منهم هذا المحل: ونسبوه إلى اتِّخاذ الأولاد، وجعلوا لأنفسهم البنين. { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء } العذاب والنَّار { ولله المثل الأعلى } الإِخلاص والتَّوحيد، وهو شهادة أن لا إله إلاَّ الله. { ولو يؤاخذ الله الناس } المشركين { بظلمهم } بافترائهم على الله تعالى { ما ترك عليها من دابة } يعني: أحداً من المشركين { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } وهو انقضاء عمرهم.