{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } كصنيع آل فرعون { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ } بالكتب والرسل كما كذب أهل مكة { فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } بتكذيبهم { وَأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ } وقومه { وَكُلٌّ } كل هؤلاء { كَانُواْ ظَالِمِينَ } كافرين { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ } الخلق والخليقة { عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بنو قريظة وغيرهم { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ثم بيَّنهم فقال { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ } معهم مع بني قريظة { ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ } حين { وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } عن نقض العهد { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ } تأسرنهم { فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم } فنكل بهم { مَّنْ خَلْفَهُمْ } لكي يكونوا عبرة لمن خلفهم { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } يتعظون فيجتنبون نقض العهد { وَإِمَّا تَخَافَنَّ } تعلمن { مِن قَوْمٍ } من بني قريظة { خِيَانَةً } بنقض العهد { فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } فنابذهم على بيان { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ } بنقض العهد وغيره من بني قريظة وغيرهم { وَلاَ يَحْسَبَنَّ } لا تظنن يا محمد { ٱلَّذِينَ كَفَرُوا } بني قريظة وغيرهم { سَبَقُوۤاْ } فاتوا من عذابنا بما قالوا وصنعوا { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } لا يفوتون من عذابنا { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ } لبني قريظة وغيرهم { مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ } من سلاح { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ } من الخيل الروابط الإناث { تُرْهِبُونَ بِهِ } تخوفون بالخيل { عَدْوَّ ٱللَّهِ } في الدين { وَعَدُوَّكُمْ } بالقتل { وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ } من دون بني قريظة وسائر العرب ويقال كفار الجن { لاَ تَعْلَمُونَهُمُ } لا تعلمون عدتهم { ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } يعلم عدتهم { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ } من مال { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله على السلاح والخيل { يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } يوف لكم ثوابه لا ينقص { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } لا تنقصون من ثوابكم { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ } إن مال بنو قريظة إلى الصلح فأرادوا الصلح { فَٱجْنَحْ لَهَا } مل إليها أو ردها { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } في نقضهم ووفائهم { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بنقضهم ووفائهم { وَإِن يُرِيدُوۤاْ } بنو قريظة { أَن يَخْدَعُوكَ } بالصلح { فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ } الله حسبك وكافيك { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ } قواك وأعانك { بِنَصْرِهِ } يوم بدر { وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } بالأوس والخزرج { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } جمع بين قلوبهم وكلمتهم بالإسلام { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من الذهب والفضة { مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } وكلمتهم { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } بين قلوبهم بالإيمان { إِنَّهُ عَزِيزٌ } في ملكه وسلطانه { حَكِيمٌ } في أمره وقضائه.