قوله: { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } يعني في يوم بدر ضربت الملائكة وجوه المشركين وأدبارهم { وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ } أي في الآخرة. { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }.
قوله: { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } قال الحسن: كفعل آل فرعون وجحودهم؛ يقول فعل المشركون كما فعل آل فرعون. { وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي الكفار { كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ } أي فعذبهم الله { إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ العِقَابِ }.
قوله: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } أي إذا جحدوا الرسول وكذبوه أهلكهم الله. { وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }.
قوله: { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ } وفرعون معهم. أي غيّر هؤلاء كما غيّر آل فرعون والذين من قبلهم فأهلكهم الله. كقوله:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ } [إبراهيم:28] وهم المشركون من أهل بدر. والبوار الهلاك. قال: { وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ } لأنفسهم.
قوله: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي الذين يموتون على كفرهم. وقوله: { شَرَّ الدَّوَابِّ } أي: شر الخلق. كقوله:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ البَرِيَّةِ } [البيِّنة:6] والبرية خلق الله.