مثالَ مُحِقٍّ والحقيقةُ عُمْدتي | | وأُثْبِتُ بالبُرهانِ قَوليَ ضارباً |
على فَمِها في مَسّها حيثُ جُنّتِ | | بِمَتْبوعةٍ يُنبيكَ في الصّرعِ غيرُها |
عليهِ براهينُ الأدلّةِ صَحّت | | ومِنْ لُغَةٍ تبدو بِغَيرِ لسانها |
وقُلْ ليَ مَن ألقى إليكَ عُلُومَهُ | | وقد ركدتْ منكَ الحواسُ بغَفْوَة |
وما كنتَ تدري قبل يومكَ ما جرَى | | بأمسِكَ أو ما سوفَ يجري بغُدوة |
فأصبحتَ ذا علِمْ بأخبار مَنْ مَضى | | وأسرارِ من يأتي مُدِلاً بخِبْرَة |
أتحسبُ من جاراكَ في سِنةِ الكَرَى | | سِواكَ بأنواعِ العُلُومِ الجليلة |
وما هِيَ إلاّ النْفسُ عند اشتِغالها | | بعالَمِها عن مَظهَرِ البَشَرِيّة |
تَجَلّتْ لها بالغَيبِ في شكلِ عالِمٍ | | هَداها إلى فَهْمِ المَعاني الغريبة |
وقد طُبِعَتْ فيها العُلُومُ وأُعْلِنَتْ | | بأسمائها قِدْامَاً بوَحْيِ الأُبُوة |