قوله عز وجل: { إنا لننصُرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } فيه قولان: أحدهما: بإفلاج حجتهم، قاله أبو العالية. الثاني: بالانتقام من أعدائهم قال السدي: ما قتل قوم قط نبياً أو قوماً من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله من ينتقم لهم فصاروا منصورين فيها وإن قُتلوا. { ويومَ يقَوم الأشْهاد } بمعنى يوم القيامة. وفي نصرهم قولان: أحدهما: بإعلاء كلمتهم وإجزال ثوابهم. الثاني: إنه بالانتقام من أعدائهم. وفي { الأشهاد } ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم الملائكة شهدوا للأنبياء بالإبلاغ، وعلى الأمم بالتكذيب، قاله مجاهد والسدي. الثاني: انهم الملائكة والأنبياء، قاله قتادة. الثالث: أنهم أربعة: الملائكة والنبيون والمؤمنون والأجساد، قاله زيد بن أسلم ثم في { الأشهاد } أيضاً وجهان: أحدهما: جمع شهيد مثل شريف، وأشراف. الثاني: أنه جمع شاهد مثل صاحب وأصحاب. قوله عز وجل: { فاصبر إنَّ وعد الله حق } فيه قولان: أحدهما: هو ما وعد الله رسوله في آيتين من القرآن أن يعذب كفار مكة، قاله مقاتل. الثاني: هو ما وعد الله رسوله أن يعطيه المؤمنين في الآخرة، قاله يحيى بن سلام. { واستغفر لذنبك } اي من ذنب إن كان منك. قال الفضيل: تفسير الاستغفار أقلني. { وسبح بحمد ربِّك } قال مجاهد: وصَلِّ بأمر ربك. { بالعشي والإبكار } فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها صلاة العصر والغداة، قاله قتادة. الثاني: أن العشي ميل الشمس إلى أن تغيب، والإبكار أول الفجر، قاله مجاهد. الثالث: هي صلاة مكة قبل أن تفرض الصلوات الخمس ركعتان غدوة وركعتان عشية، قاله الحسن. قوله عز وجل: { إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم } أي بغير حجة جاءتهم. { إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه } فيه قولان: أحدهما: أن اكبر العظمة التي في كفار قريش، ما هم ببالغيها، قاله مجاهد. الثاني: ما يستكبر من الاعتقاد وفيه قولان: أحدهما: هو ما أمله كفار قريش في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه أن يهلك ويهلكوا، قاله الحسن. الثاني: هو أن اليهود قالوا إن الدجال منا وعظموا أمره، واعتقدوا أنهم يملكون، وينتقمون، قاله أبو العالية. { فاستعذ بالله } من كبرهم. { إنه هو السميع } لما يقولونه { البصير } بما يضمرونه.