{ وَيَوْمَ يَقُولُ } للمشركين، { نَادُواْ شُرَكَآئِيَ } ، سلوا الآلهة، { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } أنهم معي شركاء، أهم آلهة، { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } ، يقول: فسألوهم، فلم يجيبوهم بأنها آلهة، { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم } وبين شركائهم، { مَّوْبِقاً } [آية: 25]، يعني وادياً عميقاً في جهنم. { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } ، يعني فعلموا أنهم مواقعوها، يعني داخلوها، نظيرها في براءة:{ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ } [التوبة: 118]، يعني وعلموا، { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً } [آية: 53]، يقول: ولم يقدر أحد من الآلهة أن يصرف النار عنهم. { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } ، يعني لوناً، يعني وصفنا، { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } ، من كل شبه في أمور شتى، { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } [آية: 54]. { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ } ، يعني المستهزئين والمطعمين في غزاة بدر، { أَن يُؤْمِنُوۤاْ } ، يعني أن يصدقوا بالقرآن، { إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ } ، يعني البيان، وهو القرآن، وهو هدى من الضلالة، { وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ } من الشرك، { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } ، يعني أن ينزل بهم مثل عذاب الأمم الخالية في الدنيا، فنزل ذلك بهم في الدنيا ببدر من القتل، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار، وتعجيل أرواحهم إلى النار، ثم قال سبحانه: { أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً } [آية: 55]، يعني عياناً. { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } بالجنة، { وَمُنذِرِينَ } من النار؛ لقول كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم في بني إسرائيل:{ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } [الإسراء: 94]، { وَيُجَادِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة، { بِٱلْبَاطِلِ } ، وجدالهم بالباطل قولهم للرسل: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما أنتم برسل الله، { لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } ، يعني ليبطلوا بقولهم الحق الذي جاءت به الرسل، عليهم السلام، ومثله قوله سبحانه في حم المؤمن،{ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } [غافر: 5]، يعني ليبطلوا به الحق، { وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً } [آية: 56]، يعني آيات القرآن وما أنذروا فيه من الوعيد استهزاء منهم، أنه ليس من الله عز وجل، يعني القرآن والوعيد ليسا بشيء.