يقول الله تعالى: { قُلْ } لهم يا محمد، { هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ } أي تنتظرون بنا { إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ } شهادة أو ظفر بكم، { وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ } أي ننتظر بكم { أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا } أي ننتظر بكم هذا بسبي أو بقتل، { فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } ، وقوله تعالى: { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } أي مهما أنفقتم من نفقة طائعين أو مكرهين { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } ثم أخبر تعالى عن سبب ذلك وهو أنهم لا يتقبل منهم { إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ } أي والأعمال إنما تصح بالإيمان، { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ } أي ليس لهم قدم صحيح ولا همة في العمل، { وَلاَ يُنفِقُونَ } نفقة { إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } ، وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " أن الله لا يمل حتى تملوا " و " أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " ، فلهذا لا يقبل الله من هؤلاء نفقة ولا عملاً، لأنه إنما يتقبل من المتقين.