قوله تعالى: { لا يَسأمُ الإِنسانُ } قال المفسرون: المراد به الكافر؛ فالمعنى: لا يَمَلُّ الكافرُ { من دعاء الخير } أي: من دعائه بالخير، وهو المال والعافية. { وإِن مَسَّه الشَّرُّ } وهو الفقر والشِّدة؛ والمعنى: إذا اختُبر بذلك يئس من رَوْح ال،له وقَنْط من رحمته. وقال أبو عبيدة: اليؤوس، فَعُول من يأس، والقَنُوط، فَعُول من قَنَط. قوله تعالى: { لئن أَذَقْناه رَحْمَةً مِنَّا } أي: خيراً وعافية وغِنىً، { لَيَقُولَنَّ هذا لِي } أي: هذا واجب لي بعملي وأنا محقوق به، ثم يشُكُّ في البعث فيقول { وما أظُنُّ السّاعةَ قائمةً } أي: لست على يقين من البعث { ولئن رُجِعْتُ إلى ربِّي إنَّ لي عندَه لَلْحُسنى } يعني الجنة، أي: كما أعطاني في الدنيا يعطيني في الآخرة { فَلَنُنَبِّئَنَّ الذين كفَروا } أي: لَنُخْبِرَنَّهم بمساوئ أعمالهم. وما بعده قد سبق [إبراهيم:17] [الإسراء:83] إلى قوله تعالى { ونأى بجانبه } قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: { ونأى } مثل " نعى ". وقرأ ابن عامر: " وناء " مفتوحة النون ممدودة والهمزة بعد الألف. وقرأ حمزة: " نئى " مكسورة النون والهمزة. { فذو دُعاءٍ عريضٍ } قال الفراء، وابن قتيبة: معنى العريض: الكثير، وإن وصفته بالطول أو بالعَرْض جاز في الكلام. { قُلْ } يامحمد لأهل مكة { أرأيتم إِن كان } القرآن { مِنْ عند الله ثُمَّ كَفَرتُم به مَنْ أَضَلُّ مِمَّن هو في شِقاق } أي: خلاف للحق (بعيدٍ) عنه؟! وهو اسم؛ والمعنى: فلا أحدٌ أَضَلّ منكم. وقال ابن جرير: معنى الآية: [ثُمَّ] كفرتم به، ألستُم في شقاقٍ للحق وبُعد عن الصواب؟! فجعل مكان هذا باقي الآية.