وقوله: { ثم إنكم } مخاطبة لكفار قريش ومن كان في حالهم، و { من } في قوله: { من شجر } يحتمل أن تكون للتبعيض ويحتمل أن تكون لابتداء الغاية، و { من } في قوله: { من زقوم } لبيان الجنس، والضمير في: { منها } عائد على الشجر، و " من " للتبعيض أو لابتداء الغاية، والضمير في: { عليه } عائد على المأكول أو على الأكل. وفي قراءة ابن مسعود " لآكلون من شجر " على الإفراد. و: { الهيم } قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك: هو جمع أهيم، وهو الجمل الذي أصابه الهُيام، بضم الهاء، وهو داء معطش يشرب معه الجمل حتى يموت أو يسقهم سقماً شديداً، والأنثى: هيماء. وقال بعضهم: هو جمع هيماء كبيض وعين، وقال قوم آخرون: هو جمع هائم وهائمة، وهذا أيضاً من هذا المعنى، لأن الجمل إذا أصابه ذلك الداء هام على وجهه وذهب، وقال سفيان الثوري وابن عباس: { الهيم } هنا الرمال التي لا تروى من الماء، وذلك أن الهَيام بفتح الهاء هو الرمل الدق الغمر المتراكم، وقال ثعلب. الهُيام: بضم الهاء: الرمل الذي لا يتماسك. وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والكسائي: " شَرب " بفتح الشين، وهي قراءة الأعرج وابن المسيب وشعيب بن الحبحاب ومالك بن دينار وابن جريج، ولا خلاف أنه مصدر، وقرأ مجاهد: " شِرب " بكسر الشين، ولا خلاف أنه اسم، وقرأ أهل المدينة وباقي السبعة: " شُرب " ، بضم الشين، واختلف فيه، فقال قوم وهو مصدر، وقال آخرون هم اسم لما يشرب. والنزل: أول ما يأكل الضيف. وقرأ عمرو في رواية عباس: " نزْلهم " ساكنة الزاي، وقرأ الباقون واليزيدي عن أبي عمرو بضم الزاي وهما لمعنى كالشغل والشغل. و: { الدين } الجزاء. ثم أخبر تعالى أنه الخالق، وحضض على التصديق على وجه التقريع ثم ساق الحجة الموجبة للتصديق، كان معترضاً من الكفار قال: ولم أصدق؟ فقيل له: أفرأيت كذا وكذا الآيات، وليس يوجد مفطور يخفى عنه أن المني الذي يخرج منه ليس له فيه عمل ولا إرادة ولا قدرة. و { أم } في قوله: { أم نحن } ليست المعادلة عند سيبويه، لأن الفعل قد تكرر، وإنما المعادلة عنده: أقام زيد أم عمرو، وهذه التي في هذه الآية معادلة عند قوم من النحاة، وأما إذا تغاير الفعلان فليست بمعادلة إجماعاً. وقرأ الجمهور: " تُمنون " بضم التاء، وقرأ ابن عباس وأبو السمال " تَمنون " بفتح التاء، ويقال أمنى الرجل ومنى بمعنى واحد. وقرأ جمهور القراء: " قدّرنا " بشد الدال. وقرأ كثير وحده: " قدَرنا " بتخفيفها. والمعنى فيها يحتمل أن يكون بمعنى قضينا وأثبتنا، ويحتمل أن يكون بمعنى سوينا، وعدلنا التقدم والتأخر، أي جعلنا الموت رتباً، ليس يموت العالم دفعة واحدة، بل بترتيب لا يعدوه أحد.