وقوله سبحانه: { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ }: عبارة عن قولٍ يُقَالُ للكَفَرَةِ، ثم ذكر تعالى حالة المُتَّقِينَ، فقال: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ } أي: مأمون، «والسُّنْدُسُ»: رقيقُ الحَرِيرِ، و«الإسْتَبْرَقُ»: خَشِنُهُ. وقوله: { مُّتَقَـٰبِلِينَ }: وَصْفٌ لمجالسِ أهل الجَنَّةِ، لأَنَّ بعضهم لا يستدبر بعضاً في المجالس، وقرأ الجمهور: { وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ } وقرأ ابن مسعود: «بعِيسٍ عِينٍ» وهو جمع «عَيْسَاءَ»، وهي البيضاء؛ وكذلك هي من النُّوقِ، وروى أبو قِرْصَافَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: " إخْرَاجُ القُمَامَةِ مِنَ المَسْجِدِ مُهُورُ الحُورِ العِينِ " قال الثعلبيُّ: قال مجاهد: يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْفُ من بياضهنَّ وصفاء لونهنَّ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ من وراء ثيابِهِنَّ، ويَرَى الناظر وَجْهَهُ في كعب إحداهُنَّ كالمرآة من رِقَّةِ الجِلد وصفاء اللون، انتهى.