قوله: { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } يخبرهم أن الذي يستعجلون به من العذاب ليس في يده. { إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } عن عذاب الله إذا نزل بهم { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } العذاب، أي: فيعذبون قبل أن يأتيها رسولها بكتابها من عند الله بعذابها. وهو كقوله:{ وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } [الحجر:4] أي: يأتيها به رسولها، ووقت ذلك الكتاب أن يكذبوا رسولهم فيدعو عليهم بأمر الله فيهلكهم الله. قوله: { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً } أي: ليلاً { أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ المُجْرِمُونَ } أي: المشركون. { أَثُمَّ إذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِ } وهو على الاستفهام. يقول: ماذا يستعجلون به من عذاب الله، فإنه سينزل بهم فيؤمنون به، إذا نزل بهم العذاب فلا ينفعهم الإِيمان ولا يقبل منهم عند نزول العذاب ويصيرون إلى النار، ويقال لهم: إذا آمنوا عند نزول العذاب: { آلآنَ } أي: الآن تؤمنون به { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } يعني بالعذاب. يقول: قد نزل بكم ما كنتم تستعجلون به من عذاب الله فآمنتم حين لا ينفعكم الإِيمان. وقد قال لفرعون:{ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ } [يونس:91] أي: لا ينفعك الإِيمان عند نزول العذاب. وكقوله: { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي: عذابنا إذا نزل بهم { قَالُوا ءَامَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي: عذابنا { سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } أي: إن القوم إذا كذّبوا رسولهم أهلكهم الله، وإن هم، إذا جاءهم العذاب، آمنوا لم يُقبَل منهم.