{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } صلوا له غدوة وعشياً { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ } يغفر لكم { وَمَلاَئِكَتُهُ } يستغفرون لكم { لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } وقد أخرجكم من الكفر إلى الإيمان { وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } رفيقاً { تَحِيَّتُهُمْ } تحية المؤمنين { يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ } يلقون الله { سَلاَمٌ } من الله وتسلم عليهم الملائكة عند أبواب الجنة { وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } ثواباً حسناً في الجنة { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } يعني محمداً عليه الصلاة والسلام { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً } على أمتك بالبلاغ { وَمُبَشِّراً } بالجنة لمن آمن بالله { وَنَذِيراً } من النار لمن كفر به { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ } إلى دين الله وطاعته { بِإِذْنِهِ } بأمره { وَسِرَاجاً مُّنِيراً } مضيئاً يقتدى بك فلما نزل قوله{ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [الفتح: 1-2] قال المؤمنون هنيئاً لك يا رسول الله بالمغفرة فما لنا عند الله فقال الله { وَبَشِّرِ } يا محمد { ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } ثواباً عظيماً في الجنة ثم رجع إلى أول السورة فقال { وَلاَ تُطِعِ } يا محمد { ٱلْكَافِرِينَ } من أهل مكة أبا سفيان وأصحابه { وَٱلْمُنَافِقِينَ } من أهل المدينة عبد الله بن أبي وأصحابه { وَدَعْ أَذَاهُمْ } ولا تقتلهم يا محمد { وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ } ثق بالله { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } كفيلاً فيما وعد لك من النصرة ويقال حفيظاً { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نَكَحْتُمُ } أي إذا تزوجتم { ٱلْمُؤْمِنَاتِ } ولم تسموا مهورهن { ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ } تجامعوهن { فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا } بالشهور أو الحيض { فَمَتِّعُوهُنَّ } متعة الطلاق درعاً وخماراً وملحفة أدنى شيء { وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } طلقوهن طلاقاً حسناً بغير أذى { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ } أعطيت { أُجُورَهُنَّ } مهورهن { وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ } مارية القبطية { مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ } مما فتح الله عليك { وَبَنَاتِ عَمِّكَ } وأحل لك تزويج بنات عمك { وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ } من بني عبد المطلب { وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ } من بني عبد مناف بن زهرة { ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ } من مكة إلى المدينة { وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً } مصدقة بتوحيد الله وهي أم شريك بنت جابر العامرية { إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا } مهرها { لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } أن يتزوج بها بغير مهرها { خَالِصَةً لَّكَ } خصوصية لك ورخصة لك { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ } ما أحللنا لهم وأوجبنا عليهم على المؤمنين { فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ } الأربع بمهر ونكاح { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } بغير عدد { لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ } مأثم وضيق في تزويج ما أحل الله لك { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لما كان منك { رَّحِيماً } فيما رخص لك.