- [قوله تعالى]: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَ[مَا فِي] ٱلأَرْضِ... } إلى آخر السورة. معناه: يصلي لله ويسجد جميع من في السماوات السبع والأرض من الخلق طوعا وكرها " ويسبح ": للحال. - وقيل: معناه [ينزه الله] ويُبَرِّئُهُ من السوء كل من في السماوات والأرض. - ثم قال تعالى: { لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ... }. أي: له ملك السماوات والأرض وسلطان ذلك، وله حمد [ما] فيهما من الخلق. - { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. أي: ذو قدرة على كل شيء، يفعل ما يريد، لا يُعْجِزُهُ شيء أراده. - ثم قال تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ... }. [أي: خلقكم على علمه فيكم من قبل أن يخلقكم، فمنكم من كفر، ومنكم من آمن على ما سبق من علمه بكم]، أي: الله الذي خلقكم - أيها الناس - فمنكم من يكفر بخالقه ويجحده، ومنكم من يُؤْمِنُ بخالقه ويُقِرُّ بِهِ. - { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }. أي: والله الذي خلقكم بصير بأعمالكم، لا يخفى عليه منها شيء، فيجازيكم بها، فاتقوه فيما أمركم به وما نهاكم عنه. وعن أبي ذر أنه قال: إن المني إذا مكث في الرحم أربعين ليلة أتى مَلَكُ النفوس فعرج به إلى الجبار في راحته فقال: يا رب عبدك: ذكر أو أنثى؟ فيقضي الله جل ثناؤه ما هو قاض. ثم يقول: أي رب، شقي أو سعيد؟ فيكتب ما هو [لاَقٍ]. - ثم قال تعالى: { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ (وَصَوَّرَكُمْ) فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ...ُ }. أي: خلق السماوات والأرض بالعدل [والإنصاف] ومثّلكم فأحسن تمثيلكم. وروي أنه [عنى] به تصوير آدم وخلقه إياه. (وقال ابن عباس: يعني آدَمَ، خلقه بيده. - ثم قال: { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِير }. أي: المرجع يوم القيامة). - ثم قال: { (يَعْلَمُ) مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ... }. أي: يعلم كل ما في السماوات السبع والأرض من شيء لا تخفى عليه من ذلك خافية، ويعلم ما يُسِرُّ الخلق من قول وعمل وما يعلنون من ذلك. - ثم قال: { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }. أي: ذو علم بضمائر صدور العباد وما تنطوي عليه نفوسهم وهذا: (كله) تحذير من الله جل ذكره (لعباده أن يسروا غير الذي يعلنون). - ثم قال تعالى: { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ (ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ) }. (هو خطاب لقريش أي: ألم يأتكم خبر الذين كفروا من قبلكم كقوم (نوح) وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط كفروا { فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ } )، أي: فمسهم عقاب الله إياهم على كفرهم فتخافوا أنتم أن يحل بكم على كفركم مثل ما حلّ بهم. - ثم قال: { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. أي: ولهم بعد ما نزل بهم في الدنيا من العذاب عذاب آخر موجع في الآخرة، وهو / عذاب في النار.