قوله تعالى: { هُدًى وَرَحْمَةً } قرأهما حمزة بالرفع، والباقون بالنصب. فمن رَفَعَ فعلى معنى: هو هدى ورحمة، ومن نصب: فعلى الحال من " آيات " ، والعامل فيها ما في " تلك " من معنى الفعل. { لِّلْمُحْسِنِينَ } يعني: الذين يعملون الحسنات المذكورة في الآية التي بعدها، كأنه قيل: مَن المحسنون؟ فقال: { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ... } الآية. ومثل هذا ما يروى: أن الأصمعي سئل عن الألمعي ما هو، فأنشد قول أوس:
الألمعيُّ الذي يَظُنُّ بكَ الـ
ـظن كأنْ قَدْ رَأَى وقدْ سَمِعَا
ولم يُرد. ويجوز أن يكون المراد بالمحسنين: الذين يعملون الحسنات، ثم خص هذه الخصال الثلاث بالذِّكْر؛ لموضع اختصاصها بالفضل.