قوله تعالى: { طس تِلْكَ ءَايَاتُ الْقُرْءانِ } أي هذه آيات القرآن. { وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } أي وآيات الكتاب المبين، والكتاب هو القرآن، فجمع له بَيْنَ الصفتين بأنه قرآن وأنه كتاب لأنه ما يظهر بالكتابة ويظهر بالقراءة. { مُّبِينٍ } لأنه يبين فيه نهيه وأمره، وحلاله وحرامه، ووعده ووعيده. وفي المضمر في { تِلْكَ ءَايَاتُ الْقُرْءانِ } وجهان: أحدهما: أنه يعود إلى الحروف التي في { طس } قاله الفراء. الثاني: إلى جميع السورة. { هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } فيه وجهان: أحدهما: هدى إلى الجنة وبشرى بالثواب، قاله يحيى بن سلام. الثاني: هدى من الضلالة وبشرى بالجنة، قاله الشعبي. قوله تعالى: { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةِ } يعني المفروضة، وفي إقامتها وجهان: أحدهما: استيفاء فروضها وسنتها، قاله ابن عباس. الثاني: المحافظة على مواقيتها، قاله قتادة. { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } فيها أربعة أقاويل: أحدها: أنها زكاة المال، قاله عكرمة، وقتادة والحسن. الثاني: أنها زكاة الفطر؛ قاله الحارث العكلي. الثالث: أنها طاعة الله والإخلاص، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. الرابع: أنها تطهير أجسادهم من دنس المعاصي. قوله تعالى: { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } فيه أربعة تأويلات: أحدها: يترددون، قاله ابن عباس، ومجاهد. الثاني: يتمادون، قاله أبو العالية، وأبو مالك، والربيع بن أنس. الثالث: يلعبون، قاله قتادة، والأعمش. الرابع: يتحيرون، قاله الحسن، ومنه قول الراجز:
ومهمه أطرافه في مهمة
أعمى الهدى بالجاهلين العمه
قوله تعالى: { وَإِنََّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ } فيه أربعة تأويلات: أحدها: لتأخذ القرآن، قاله قتادة. الثاني: لتوفى القرآن، قاله السدي. الثالث: لتلقن القرآن، قاله ابن بحر. ويحتمل رابعاً: لتقبل القرآن، لأنه أوّل من يلقاه عند نزوله. { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَليمٍ } أي من عند حكيم في أمره، عليم بخلقه.