{ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } لا زاد القبر وعدة العقبى { وَٱلْبَـٰقِيَاتُ ٱلصَّـٰلِحَاتُ } أعمال الخير التي تبقى ثمرتها للإنسان، أو الصلوات الخمس، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر { خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَابًا } جزاء { وَخَيْرٌ أَمَلاً } لأنه وعد صادق وأكثر الآمال كاذبه يعني أن صاحبها يأمل في الدنيا ثواب الله ويصيبه في الآخرة { وَيَوْمَ } واذكر يوم { نُسَيّرُ ٱلْجِبَالَ } { تُسيَّر الجبال } مكي وشامي وأبو عمرو أي تسير في الجو، أو يذهب بها بأن تجعل هباء منثوراً منبثاً { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } ليس عليها ما يسترها مما كان عليها من الجبال والأشجار { وَحَشَرْنَـٰهُمْ } أي الموتى { فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } أي فلم نترك. غادره أي تركه ومنه الغدر ترك الوفاء والغدير ما غادره السيل { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبّكَ صَفَّا } مصطفين ظاهرين ترى جماعتهم كما يرى كل واحد لا يحجب أحد أحداً، شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا } أي قلنا لهم لقد جئتمونا، وهذا المضمر يجوز أن يكون عامل النصب في { يوم نسير } { كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي لقد بعثناكم كما أنشأناكم أول مرة، أو جئتمونا عراة لا شيء معكم كما خلقناكم أولاً. وإنما قال: { وحشرناهم } ماضياً بعد { نسير } و { ترى } للدلالة على حشرهم قبل التسيير وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال. كأنه قيل: وحشرناهم قبل ذلك { بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِدًا } وقتاً لإنجاز ما وعدتم على ألسنة الأنبياء من البعث والنشور أو مكان وعد للمحاسبة. { وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ } أي صحف الأعمال { فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ } خائفين { مِمَّا فِيهِ } من الذنوب { وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَّالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً } أي لا يترك شيئاً من المعاصي { إِلاَّ أَحْصَاهَا } حصرها وضبطها { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا } في الصحف عتيداً أو جزاء ما عملوا { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } فيكتب عليه ما لم يعمل أو يزيد في عقابه أو يعذبه بغير جرم.