قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } أي: شاهداً على من بعث إليهم مصدقهم ومكذبهم، وشاهداً على الأمم الخالية بتبليغ رسلهم ما بعثوا به. " وشاهداً ": حال مُقدّرة. { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ } قال ابن عباس: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. وقيل: إلى الإسلام والطاعة. { بِإِذْنِهِ } بتيسيره وتسهيله. فإن قيل: ما منعك من حمل الإذن على ظاهره؟ قلت: منعني من ذلك { إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ } إلى قوله تعالى: { وَدَاعِياً } ، وهذا مشعر بالإذن في الدعاء. وقيل: " بإذنه ": بأمره. { وَسِرَاجاً مُّنِيراً } يُستضاء بك في طلب الهدى، ووصفه بالإنارة؛ لكون بعض السرج لا تضيء. قوله تعالى: { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } سبق تفسيره في أول السورة. { وَدَعْ أَذَاهُمْ } قال ابن عباس: اصبر على أذاهم. وقال الزجاج: تأويله: لا تجازهِمْ عليه إلى أن تُؤمر فيهم بأمْر. وهذا منسوخ بآية السيف. وقال الضحاك: { دَعْ أَذَاهُمْ }: وهو ما خاضوا فيه من الطعن عليه حين تزوج زينب.